لقد انتهيت للتو من مشاهدة برنامج مسابقة تلفزيون رؤيا "مش مستحيل". ركزت الحلقة التي شاهدتها على إيجاد أفضل حل حول كيفية مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة. لقد صدمت كثيراً ببعض الأفكار التي قُدمت والتي تظهر عدم وعي الناس في مجتمعنا فيما يتعلق بحقوق واحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة. سوف أناقش الأفكار التي قدمت في الحلقة:
فكرة #١:
كانت الفكرة الأولى الأفضل من بين الثلاثة في رأيي، ولكن هذا لا يعني أنه كان الحل الانسب للمساعدة في دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في الأردن. تم تقديمه من قبل شخصين، أحدهما مستخدم كرسي متحرك (لذا هو يعرف ما هو مطلوب فعليًا من تجربة شخصية). كانت فكرتهم مرتبطة بتحسين وسائل النقل للأشخاص ذوي الإعاقة، وهو موضوع ناقشته عدة مرات لأنه واحد من أهم الخطوات لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة على الحصول على الاستقلال ودمجهم في المجتمع. فكرتهم هي تثقيف سائقي سيارات الأجرة على آداب السلوك والأساليب المناسبة لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة باستخدام سيارات الأجرة ولتطوير تطبيقات النقل الحالية لتشمل الخدمات للأشخاص ذوي الإعاقة حتى يتمكنوا من طلب السيارات على أساس إعاقتهم بحيث يحصلون على سائقين مدربين على طبيعة اعاقتهم.
فكرة أفضل:
هذه خطوة أولى جيدة لحل مشكلة النقل التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقات ولكن لا يجب أن تكون هدفنا النهائي. الحل الأفضل هو توفير سيارات مهيئة في الأردن أو جعل نظام المواصلات العامة مهيئة للأشخاص ذوي الإعاقة ليتمكنوا من الذهاب إلى العمل أو الحصول على التعليم أو لمجرد عيش حياتهم بسهولة أكبر. يجب أن يكون هدفنا هو مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة على الحصول على أكبر قدر ممكن من الاستقلالية وليس اتكالهم على تثقيف اشخاص آخرين على مساعدتهم في شيء يمكنهم عمله باستقلالية عند توفر الادوات الصحيحة والبيئة المهيئة. نحن بحاجة إلى جعل نظام النقل الخاص بنا متاحًا للجميع من خلال تقديم أشياء مثل الحافلات أو سيارات الأجرة المهيئة بالرامبات، أواللافتات للمواصلات العامة بلغة البرايل، أو أماكن مخصصة لسيارات الأشخاص ذوي الاعاقة، أو لافتات الإعاقة الخاصة للسيارات لتتمكن من الوقوف بمواقف السيارات المهيئة والخاصة بالأشخاص ذوي الاعاقة.
فكرة #٢:
كانت الفكرة الثانية المقدمة هي تطوير كرسي متحرك يتحول إلى سرير، وكولر مياه باردة وساخنة للشرب، ومخزن دواء، وحتى يعمل كمرحاض. يحتوي الكرسي أيضًا على شاشة لمشاهدة التلفزيون ولعب الألعاب. هذه ليست سوى عدد قليل من الميزات المقدمة.
فكرة أفضل:
دعونا نجعل الأردن مهيئة حتى لا يحتاج الأشخاص إلى البقاء في المنزل وإضافة ١٠٠ مرفقات إلى الكراسي المتحركة لأنهم لا يستطيعون التنقل. فبدلاً من تشجيع الأشخاص ذوي الإعاقة على البقاء معزولين وعدم الاضطرار إلى ترك غرفتهم عن طريق إعطائهم مقعدًا يمكنهم النوم فيه ، واستخدام المرحاض ، والترفيه و كل شيء آخر قد يحتاجون إليه، يجب أن نشجع الأشخاص ذوي الإعاقة ليتم دمجهم في المجتمع. أنا سعيدة حقا ان أشار أحد القضاة على هذه النقطة! ما نحتاجه هو تشجيع مجتمعنا على قبول المزيد من الاشخاص ذوي الاعاقة في القوى العاملة ، وأنظمة التعليم ، وأكثر من ذلك. على الرغم من إعطاء مثال على الأشخاص الذين يعانون من الشلل التام ، يجب أن يكون الأشخاص الذين يعانون من شلل تام قادرين على مغادرة المنزل وعيش حياتهم بطريقة طبيعية ايضا! انا اعرف عدة اشخاص عندهم شلل تام ومع ذلك يريدون عيش حياتهم واختبار الحياة أقدر ما يمكن. إذا تم إعطاؤهم الأدوات المناسبة والتهيئة البيئية الصحيحة، فيمكن أن يكونوا أعضاء منتجين في المجتمع مثل اي شخص آخر.
فكرة #٣:
كانت الفكرة الثالثة التي تم تقديمها ، والفكرة التي فازت بالمسابقة، عبارة عن تطبيق سيوفر منهجًا تدريسيًا للأطفال ذوي الإعاقة حتى يتمكنوا من التعلم من المنزل. تتعارض هذه الفكرة مع كل ما يتعلق بحقوق واحتياجات الاشخاص من ذوي الاعاقة، وخاصة الأطفال ذوي الإعاقة. كيف يفترض بنا أن نخلق مجتمعًا شاملاً يقبل ويفهم الأشخاص ذوي الإعاقات إذا استمرينا في عزلهم عن بقية مجتمعهم؟ بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد لدى المتسابق أي خلفية في التعليم، وخاصة تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة.
فكرة أفضل:
تطوير تطبيق يعلّم المعلمين كيفية إنشاء صفوف دراسية شاملة تساعد على دمج الأطفال ذوي الإعاقات في مجتمعنا حتى لا ينشأوا معزولين عن الآخرين ويتعلمون من سن مبكرة أنهم جزء من مجتمع أكبر يراعي حقوقهم واحتياجاتهم الإنسانية. يجب أن نعلم أطفالنا من سن مبكر أن البشر لديهم حقوق واحتياجات متساوية للوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم والعمل والمزيد. الحل ليس ان يبقي الاشخاص من ذوي الاعاقة معزولين والخدمات تأتي لهم.
أحترم جميع القضاة المشاركين في المسابقة، ولكن كان ينبغي أن يكون هناك أشخاص لديهم معرفة وفهم حول الموضوع المطروح وما هو مطلوب فعلاً لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع. تم تدريب المتسابقين قبل تقديم أفكارهم ولكني أعتقد أنهم بحاجة إلى مزيد من المعلومات حول ما يحتاجه الأشخاص ذوي الإعاقة فعليًا. كانت الفكرة الأولى هي الأقرب إلى الحل من قبل شخص يواجه تحديات العيش مع الإعاقة في الأردن على الرغم من أنه لم يكن من الممكن أن يحل مشكلة النقل في الأردن بالكامل، ولكنه كان أكثر قابلية للتطبيق من الأفكار الأخرى. نحتاج دائمًا للتحدث مع الأشخاص الذين يواجهون التحديات التي نحاول حلها قبل تقديم الحلول التي نفكر بها.
لقد أوضحت لي هذه الحلقة أن الأردن لا يزال أمامه طريقاً طويلاً للذهاب عندما يتعلق الأمر بالاعتراف بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وفهمها، وآمل في منصتي، "اكسسبل جوردن"، أن نستمر في زيادة الوعي حول ما يجب فعله فعلاً للأشخاص ذوي الإعاقة ليعيشوا حياة طبيعية كأعضاء متساوين في مجتمعنا.